رسالة عقلية الى الملحدين

السلام على من إتبع الهدى
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
ثم اما بعد
هذه الرسالة مقدمه لكل ملحد 
انا أعلم جيداً أنك لا تؤمن بأن لهذا الكون خالق وأنت تعتبر الأديان خرافات
لكن اريد أن اسألك سؤال
إن كانت هذه هي فكرتك عن الأديان لماذا تحاول دعوة الناس الى الإلحاد
طبيعي ان يدعو صاحب الدين غيره وذلك لأنه يريد أن ينجيه من العذاب الأبدي ويدخله النعيم الابدي 
وفكرة الأديان كلها تتمحور حول الحياة بعد الموت
أنت لا تؤمن بهذه الفكرة إذا ما الهدف من دعوة الناس الى فراغ
هناك إجابة دائما أسمعها من الملحد وهو إبعاد الناس عن خرافات الأديان
لكن اليس إن كنت تبعدهم عن الدين يجب ان تعوضهم بشئ غيره
الذي يعتنق أى دين يملك هدف في الفوز بالحياة بعد الموت
أنت تريد سحب هذا الهدف ولا تعطيه شئ في المقابل
ما الفكرة بالتحديد فأنت تعامل الإلحاد كانه دين وهذا تناقد


أنت تقول تحرير الناس من خرافة الدين كما تزعم فما الذي يعود على الشخص بالإحاد 
فكر قليلاً
لو وضعنا نسبة 1 في المليون أن كلامك صحيح ولا يوجد بعث ولا يوجد خالق لهذا الكون إذا لن ينضر من يتبع دين في شئ فهو إن مات سيكون مصيره مثل أى ملحد جسده سيفنى وإنتهى الأمر
لكن لو وضعنا نفس نسبة الإحتمال أن هناك حياة بعد الموت وهناك إله سيكافئ المصلح وسيعاقب المفسد إذا هنا صاحب الدين سيفوز والملحد سيبقى في العذاب الأبدي 
إذن في كلتا الحالتين المنتمي لدين فائز
لكن الملحد سيكون في إحدى الحالات خاسر وخسارة لا يمكن تعويضها
اليس من الحكمه والعقل أن يحصن الإنسان نفسه ويوازن الإحتمالات بحيث يربح في كل الحالات
 
هنا ناتي لمسألة خرافة الأديان
الفرق بين الدين والإلحاد من الناحية المادية هو تقنين الحرية والحرية بلا قيد
صاحب الدين حريته يقننها الدين بحيث يكون له الحرية ولكن لديه حد فالدين يفرض عليه الإبتعاد عن أشياء ستؤذيه أو تؤذي غيره وتجعله يتحكم في شهواته ولا تتحكم شهواته به وبهذا يتعايش في مناخ ما بين تحصيل للحرية والشهوات مع التنازل عن جزء بسيط يسبب ضرر له أو لغيره
الإلحاد يعطي الحرية المطلقه إفعل ما يحلو لك لكن هنا دائماً ما سيتسبب بضرر لك أو لغيرك
إذن إذا إنتهت الحياة صاحب الدين في كل الحالات عاش حياة إستمتع فيها بنعم الحياة ولم يستمتع بنقم الحياة التي ستضره أو ستضر غيره
وإن كان هناك حياة بعد الموت فهو فاز لانه أطاع تعاليم دينه
أما الملحد يعيش بنفس الطريقة وقد جمع نعم الحياة وقد يكون حصل من النعم أكثر من صاحب الدين لكنه أذى البعض في طريقة لتحصيلها وإن كانت هناك حياة بعد الموت سيزداد عذابه بسبب إيذائه للآخرين ومعاصيه
اليس من الأنقى والاطهر والأعقل ان يأخذ الإنسان نعم الحياة في إطار لا يجعله يؤذي الأخرين أو يؤذي نفسه حتى وإن فقد القليل من اللذات في سبيل إذا كان هناك حياة بعد الموت سينعم بنعيم أبدي
 
هنا نقف وقفة جاده مع سؤال لا أجد له إجابه عند أى ملحد
ما الذي يمنعك؟
هذا السؤال يتفرع لمئات الاسئلة
ما الذي يمنعك من القتل , السرقة , الزنا , أن تتزوج او تزني فلا أعلم كيف تتزوجون بأختك أو أمك الخ الخ..
هناك إجابه واحده أسمعها
وهي أن عقلي يمنعني
لكن عذرا من قال أن عقلك أفضل من عقلي أو عقل شخص آخر إن كان عقلك منعك من تلك الأشياء فعقلي وعقل غيري قد لا يمنعه
فأين العقل المثالي الذي نحتكم له
ولا تقول لي القانون فالقانون أيضاً يضعه عقول قد تمنعها من أشياء واشياء أخرى لا وكثير من الوقت لا يستطيع القانون فعل شئ في اوقات الحروب والإنفلاتات الأمنية أو المناطق التى لا يستطيع القانون فرض سطوته عليها
لكن الدين يحكم الإنسان بما يؤمن به المتدينون بأن هناك سلطه عليا وهى الإله الذي وضع قانونا من يخرقه سيعاقب ولن يفلت أبداً من العقاب قد لا يكون الدين لا يؤثر في البعض وهناك من يتبعون الأديان وينتهكون أحكامها لكن في المجمل أن أتباع الأديان يحكمهم الدين
حتى لو لم يكن هناك  إعتقاد بالأديان أو بالإله لكان الناس سعوا لجعل الناس يعتقدون بهذا للحفاظ على الإستقرار وإلا لأصبحت الدنيا غابة يأكل فيها القوي الضعيف
وهنا ناتي لجوهر الإلحاد وهو عدم الإيمان بأن لهذا الكون خالق
وكل الافكار الداعية لهذا وعلى رأسها فكرة التطور الخاصه بداروين
تعتمد على نشأة الكون بالصدفة
لو فكرنا بعقلنا هل هذا معقول
لو انك لم تكن تعلم أن الكمبيوتر الذي تستخدمه صنعه مهندس أو شخص ما هل
عندما تراه لأول مرة ستقول أنه جاء صدفة
عندما ترى مصنع يعمل بدقه ونظام هل يمكن أن يتبادر لذهننا انه نشأ بالصدفة
لكن والله لو قلنا هذا لكان أقل عجباً من أن نقول أن هذا الكون نشأ بالصدفة
كون في إتساع دائم والكواكب في حركة دائمه ولا نراها تصطدم ببعض ونقول صدفة
مسافة بعد الأرض عن الشمس التي لو زادت قليلا إحترقنا ولو قلت قليلا متنا من البرد ونقول أن تقدير تلك المسافة صدفة
جاذبية أرضية إن قلت قوتها طرنا في الفضاء وإن زادت إنسحقت أجسادنا تحديد قوتها صدفة طيور مختلفة الأشكال والالوان والانواع وحيوانات وكائنات مجهرية وبشر أجسامهم تحتوي مصانع لا تتوقف من قلب ينبض ودم يتدفق وغيره من أشياء ونقول صدفة هل هذا يعقل؟
هل الصدف تحدث كل جزء من الثانية في ميلاد كائنات حية وتدمير كواكب ونجوم وميلاد أخرى هل الصدف لا تنتهي 
والله ما نحتاج لعلم لنعلم أن لهذا الكون خالق يدبره ويحصي كل شئ فيه ويرعاه
 هذا ما نطق به اعرابي ليس له من العلم شئ ولكن له من العقل ما يستخدمه
قال حين سئل عن هل لهذا الكون خالق فقال البعرة تدل على البعير والسير يدل على المسيرفسماء ذات أبراج وارض ذات فجاج ألا تدل على اللطيف الخبير
فسبحانك ربنا ما قدرناك حق قدرك  لكن ما يهون علينا أننا نوحدك
ونشهد أن لا إله إلا أنت فإغفرلنا وإرحمنا