السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
الحمد لله الحليم المنان الحمد لله الكريم الرحمن الحمد لله فاطر الإنسان الوهاب خالق الأكوان
والصلاة والسلام على خيرا الانام
ثم أما بعد
{وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }المؤمنون78
إن نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى كما قال الله
{وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }إبراهيم34
ولكننا لا نشكره إلا قليلا بل وحتى الشاكرين قلائل قال تعالى
ً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
ً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
تدبر تلك الآية يجب أن يكون بشكل عملى
علينا أولا أن نشعر بنعم الله علينا ثم نشعر بتقصيرنا وذلك يتم على مرحلتين
المرحلة الأولى هي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق ، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه
يجب أن ننظر الى من هم اقل منا لكي نعلم مدى نعمة الله علينا وقد أتيتكم بمثال نسأل الله أن يعافينا مما أبتلي به
لكن لنرى مدى النعم التي عندنا
فلو لديك نقص في المال أو في الولد او أصبت بعاهه فإنظر من إبتلاه الله بما هوأشد وأحمد الله على ما أنت فيه
وعندما ترى المبتلين قل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من رجل رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا إلا لم يصبه ذلك البلاء كائنا من كان
الراوي: - المحدث: ابن القيم - المصدر: زاد المعاد - الصفحة أو الرقم: 2/418
خلاصة حكم المحدث: صحيح
خلاصة حكم المحدث: صحيح
المرحلة الثانيه وهي النظر لمن هم أعلى منا ولكن ليس في أمور الدنيا ولكن في امور الدين
مثلا أنت تصلي ومواظب على الصلوات لا تنظر للمقصر وتقول أنا أفضل منه لا بل إنظر لمن يواظب على السنن وقيام الليل لتعلم أنك مقصر وإن كنت مواظب على السنن وقيام الليل أنظر للذي يصوم كثيراً ويتصدق كثيراً لان أكبر خطر ان يشعر الإنسان أنه غير مقصر في حق ربه فلو سجدنا وصمنا وقمنا طول عمرنا ما وفينا الله حق نعمه واحده
كما جاء في حديث صاحب الرمانة الذي عبد الله خمسمائة سنة يأكل كل يوم رمانة تخرج له من شجرة ثم يقوم إلى صلاته فيسأل ربه وقت الأجل أن يقبضه ساجدا وأن لا يجعل للأرض عليه سبيلا حتى يبعث وهو ساجد فإذا كان يوم القيامة وقف بين يدي الرب فيقول تعالى أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول يا رب بل بعملي فيقول أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول رب بل بعملي فيقول الرب جل جلاله قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فتؤخذ نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه فيقول أدخلوا عبدي النار فيجر إلى النار فينادي رب برحمتك رب برحمتك أدخلني الجنة فيقول ردوه فيوقف بين يديه فيقول يا عبدي من خلقك ولم تكن شيئا فيقول أنت يا رب فيقول من قواك على عبادة خمسمائة سنة فيقول أنت يا رب فيقول من أنزلك في جبل وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل يوم رمانة وإنما تخرج مرة في السنة وسألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك فيقول أنت يا رب فيقول الله فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة
الراوي:-المحدث:ابن القيم - المصدر:شفاء العليل - الصفحة أو الرقم: 1/346
خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح
خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح
الحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ما وفيناك حقك ربنا ولكن نأمل في رحمتك التي وسعت كل شئ ان تغفر لنا وترحمنا وتقينا عذاب النار
وصلى اللهم وسلم وبارك على حبيب قلوبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وإجمعنا بهم في جنات النعيم اللهم آمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين