ثلاث قضاة المتشدد والمعتدل والمميع

قضية قتل متهم فيها رجل قام بقتل رجل آخر وعند التحقيق معه إعترف ولكن دافع عن نفسه بقوله أن ابوه لم يحسن تربيته ولم يعلمه الصح من الخطأ
ثم ذهبت القضية للقضاء للحكم فيها فعرضت على ثلاث قضاة
القاضي الاول حكم على المتهم بالإعدام وسجن أبوه الذي اهمل في تربيته 15 سنه
القاضي الثاني حكم على المتهم بالإعدام
القاضي الثالث حكم على المتهم بالسجن 25 سنه

فكان الرد من المستمعين للأحكام


 أهل المتهم 
قالوا عن القاضي الأول ظالم ومتشدد 
قالوا عن القاضي الثاني ظالم 
قالوا عن القاضي الثالث عادل

المحامون وأهل القانون
قالوا عن القاضي الأول ظالم ومتشدد 
قالوا عن القاضي الثاني عادل
قالوا عن القاضي الثالث مميع ولم يحكم بالقانون

أهل القتيل
قالوا عن القاضي الاول عادل ومنصف
قالوا عن القاضي الثاني مميع
قالوا عن القاضي الثالث ليس بقاضي بل هو جاهل وعليه ترك القضاء 

فحدث شجار إقترح المحامون الرجوع للقانون ليفصل بينهم
وجدوا أن القانون يقول أن القاتل يقتل
ولم يجدوا انه يسجن
أو ان أبوه أو من لم يعلمه يسجن
فثبت أن القاضي الثاني هو القاضي العادل الذي حكم بالقانون
لكن أهل المتهم قالوا أن القاضي الثالث عمل بروح القانون وحكم بالعدل
أهل القتيل قاولوا أن القاضي الاول هو من حكم بالعدل لأنه عاقب كل من له مسؤليه حتى وإن لم يرتكب الجريمه فلقد أثلج صدورنا 
وما قالوه قالوه على حسب هواهم لانهم يريدون هذا والعدل الحقيقي ليس بتمييع القانون وليس بالتشدد ولكن لتطبيق القانون
فالعدل الحقيقي هو مافعله القاضي الثاني

 ما سبق هو مثال لحال المسلمين اليوم
اصبح كل شخص يصنف الناس على حسب أهواءه يقول هذا متشدد وهذا مميع وهذا وسطي معتدل
وأهل العلم يحاولون  دائما توجيه الناس للشريعه للحكم بينهم لإزالة اخلاف لكن كل شخص يرى أنه صواب ولا داعي للرجوع للأصل
بل عند الرجوع للأصل نجد كل شخص يحاول أن يخرج بتفسير يناسب هواه
 قبل أن تطلق الأحكام على الناس هذا متشدد وهذا عادل وهذا مميع عد للأصل وللقانون الرباني وهو الشريعه
القرآن والسنه ليس بفهم فلان او علان ولكن بفهم اكثر الناس قربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام

لنأخذ مثال عملي أرهق الناس من الحديث به ولو رجعوا للشريعه لإرتاحوا
اللحية

الفئه الأولى قالت هي عاده وليست عباده

الفئه الثانيه قالت هي سنه واجبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلها مثاب وتاركها آثم

الفئه الثالثه قالت نفس ما قالته الفئه الثانيه وزادت عليه انه يجب مع اللحية إرتداء الجلباب وغطاء الرأس


أتباع الفئه الأولى قالوا أن رايهم صحيح واللحية تشدد
وقالوا عن الفئه الثانيه متشددون
وقالوا عن الفئه الثالثه متشددون ومتعصبون

الفئه الثانيه قالت عودوا للسنه وهي الحكم بيننا

الفئه الثالثه قالت عن الأولى كفار
 وعن الثانيه مميعين

ولو عدنا للسنه
لوجدنا أن كلام الفئه الثانيه هو الصحيح

فبنص احاديث رسول الله وقول جل أهل العلم على مر التاريخ الإسلامي من العلماء الثقات
نجد أن اللحية واجبه ليست عاده كما قالت الفئه الأولى ولا يجب معها إرتداء الجلباب وغطاء الراس كما قالت الفئه الثانيه
نعم القميص والقميص هو ما يسميه أهل العصر الآن الجلابيه هو من السمت الإسلامي لكنه ليس واجب كاللحية
لذا علينا ان نتعلم شئ من هذا الموضوع أن لا نتكلم في الدين برأينا ولا نوزع ونصنف الناس هذا متشدد وهذا مميع وهذا فاسق إلا بالعوده للشريعه هي التي تصنف وهي التي تحكم وليس أهواءنا الشخصيه وليس لأننا قد نكون مقصرين في امر من أمور الدين حتى نرضي انفسنا ننكر الأمر من الدين
الأولى أن نعترف بتقصيرنا ونشجع من إستطاع ان يطبق أوامر الله لعل الله يعفو عنا وياذن لنا بالطاعه     
ولنتذكر دائما انه من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا لا يحق لك بعد أن آمنت أن تنكر اوامر الله قد تعصي فلا أحد معصوم إلا رسول الله ولكن لا تنكر ولا تحارب أوامر الله وسنة رسول الله فهذا أمر عاقبته شديده
وأختم بقول الله تعالى
 {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36